فصل: سيد الشباب الحسن: والمصلح بين الأقارب والأحباب الحسن بن علي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ أصبهان (نسخة منقحة)



.سيد الشباب الحسن: والمصلح بين الأقارب والأحباب الحسن بن علي:

بن أبي طالب شبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبيبه سليل الهدى وحليف أهل التقى خامس أهل الكساء وابن سيدة النساء الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما كان مولده في سنة خمس وقيل سنة ثلاث من الهجرة يكنى أبا محمد توفي وهو ابن ثمان وخمسين سنة بالمدينة حج عشرين حجة ماشياً وقاسم ماله ربه تعالى ثلاث مرات وتجرد من ماله مرتين دخل أصبهان غازياً مجتازاً إلى غزاة جرجان.
حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا محمد بن نصير ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا العباس بن الفضل عن القاسم عن محمد بن علي قال قال الحسن بن علي إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه.
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا جندل بن والق ثنا محمد بن حبيب العجلي عن إبراهيم بن حسن عن زياد بن المنذر عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي عن عليم عن سلمان قال أنزلوا آل محمد بمنزلة الرأس من الجسد وبمنزلة العين من الرأس فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس وإن الرأس لا يهتدي إلا بالعينين.
حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة أخبرني بريد بن أبي مريم قال سمعت أبا الحوراء السعدي قال قلت للحسن بن علي ما تذكر من النبي صلى الله عليه وسلم قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة».
روى عن بريد بن أبي مريم أبو إسحاق السبيعي والحسن بن عبيد الله النخعي والحسن بن عمارة والعلاء بن صالح ويونس بن أبي إسحاق.
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم بن عامر ثنا أبي وعمي قالا ثنا أبي ثنا أبو غالب النضر بن عبد الله الأزدي كوفي قدم أصبهان ثنا محمد بن عبد الوهاب عن الحسن بن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك».
حدثنا محمد بن حميد بن سهيل ثنا العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى البرتي ثنا محمد بن سليمان لوين ثنا حديج بن معاوية عن أبي إسحاق عن أبي وائل عن الحسن بن علي بن أبي طالب قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم معها ابناها فأعطاها ثلاث تمرات فأعطت كل واحد تمرةً فأكلاها ثم نظرا إلى أمهما فشقت التمرة باثنين فأعطت كل واحد منهما بنصف تمرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «رحمهما الله برحمتها ابنيها».
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا إسماعيل بن سيف ثنا جعفر بن سليمان عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال دخلت مع علي بن أبي طالب إلى الحسن بن علي نعوده فقال له علي كيف أصبحت يا ابن رسول الله قال أصبحت بحمد الله بارئاً قال كذاك إن شاء الله ثم قال الحسن أسندوني فأسنده علي إلى صدره فقال سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «إن في الجنة شجرةً يقال لها شجرة البلوى يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا يرفع لهم ديوان ولا ينصب لهم ميزان يصب عليهم الأجر صباً وقرأ {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}».
حدثنا محمد بن الحسن بن كوثر ثنا محمد بن سليمان بن الحارث ثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم أن الحسن بن علي قام وخطب الناس فقال لقد فارقكم بالأمس رجل لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه فيعطيه الراية لا يرتد حتى يفتح الله عليه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادماً.
رواه عن أبي إسحاق الأكابر والأعلام سفيان الثوري والأجلح وزيد بن أبي أنيسة وصدقة بن أبي عمران وشريك ويزيد بن عطاء وعلي بن عابس فحديث الثوري رواه عنه محمد بن كثير فاختصره وحديث الأجلح رواه عنه بكار بن زكرياء بطوله وحديث زيد بن أبي أنيسة رواه عنه عبيد الله بن عمرو الرقي مطولاً وحديث صدقة بن أبي عمران رواه عنه علي بن هاشم بن البريد مختصراً وحديث شريك رواه عنه علي بن حكيم الأودي وغيره مختصراً وحديث يزيد بن عطاء رواه عنه يحيى بن إسحاق السيلحيني مطولاً وحديث علي بن عابس رواه عنه إسماعيل بن زكرياء رواه عنه ضرار بن صرد مختصراً أيضاً.
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين محمد بن الحسين ثنا يحيى الحماني ثنا شريك عن سماك بن حرب عن قابوس بن مخارق عن أم الفضل أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني رأيت في المنام كأن عضواً من أعضائك في بيتي أو في حجرتي قال تلد فاطمة غلاماً تكفلينه قال فولدت فاطمة حسناً فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم إليها فأرضعته بلبن ابنها قثم بن العباس. وكذا رواه شريك.
ورواه علي بن صالح عن سماك عن قابوس عن أبيه عن أم الفضل حدثناه سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا عثمان بن سعيد المري ثنا علي بن صالح عن سماك بن حرب عن قابوس بن المخارق الشيباني عن أبيه قال جاءت أم الفضل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إني رأيت بعض جسمك في قال نعم ما رأيت تلد فاطمة غلاماً وترضعينه بلبن قثم.

.ذكر المحنك بريق النبوة المشرف بالأمومة والأبوة عبد الله بن الزبير بن العوام:

ابن الحواري وسبط الصديق عبد الله بن الزبير بن العوام أبي خبيب وقيل أبو بكر الصوام القوام الكريم على الأبراز الشديد على الأشرار المصلوب ظلماً والمنكوب صرماً كان مولده بقباء أول مقدم المهاجرين المدينة بعد الهجرة بعشرين شهراً ومقتله بمكة سنة ثلاث وسبعين كانت قدمته أصبهان مع الحسن بن علي في مخرجهما إلى جرجان غازيين.
حدثناه عبد الله بن محمد ثنا أبو بشر عن بعض مشايخه أن الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قدما أصبهان غازيين إلى جرجان.
ورواه غيره عن أبي بشر أحمد بن محمد المروزي سمعت العباس بن عبد الرحيم في إسناد ذكره أن الحسن قدم مع عبد الله بن الزبير غازيين إلى جرجان على طريق أصبهان.
حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب النيسابوري ثنا أبو العباس السراج ثنا محمد بن الصباح ومحمد بن ميمون قالا ثنا سفيان عن ابن جريج عن ابن أبي ملكية قال ذكر ابن الزبير عند ابن عباس فقال كان عفيفاً في الإسلام قارئاً للقرآن أبوه الزبير وأمه محاسبة لم أحاسبها لأبي بكر ولا لعمر.
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو حنيفة الواسطي ثنا سليمان بن داود بن ثابت ثنا محمد بن ماهان ثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن عبد الله بن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ القرآن ظاهراً أو نظراً أعطاه الله شجرةً في الجنة».
حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي ثنا علي بن أحمد بن بسطام ثنا سهل بن عثمان ثنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة ثنا أبي عن أبي إسحاق عن سبيع السلولي عن عبد الله بن الزبير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «يكون في أمتي ثلاثون دجالاً كذاباً». رواه قيس بن الربيع عن أبي إسحاق نحوه.
حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا أبو عمر الصنعاني عن موسى بن عقبة عن أبي الزبير عن عبد الله بن الزبير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «عند انقضاء صلاته لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون».
رواه ابن وهب عن يحيى بن سالم بن عبد الله عن موسى بن عقبة ورواه عبيد الله عمر وحجاج الصواف عن أبي الزبير عن عبد الله نحوه.
حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل وأحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي ح وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن أيوب بن مالك قالوا ثنا أبو عبيدة بن فضيل بن عياض ثنا مالك بن سعير ثنا فرات بن أحنف حدثني أبي عن عبيد الله بن الزبير أنه قام في باب دار خلافته إلى المسجد مسجد منى فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع: «أي بلد أحرم فقيل مكة فقال أي شهر أحرم فقيل ذو الحجة فقال أي يوم أحرم فقيل يوم النحر يوم الحج الأكبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دماؤكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا».

.ذكر سابق الفرس وصاحب الغرس سلمان الفارسي:

المشتاق إليه عروس الجنان الحور الحسان سلمان الفارسي أبي عبد الله يقال إن اسمه ماهويه وقيل ما به بن بدخشان بن آذرجشنس من ولد منوشهر الملك وقيل كان اسمه بهبود بن خشان اختلف في سنه فقيل عاش ثلاثمائة وخمسين سنة والذي لا يشك فيه مائتين وخمسين سنة.
حدثناه عبد الله بن محمد بن جعفر قال سمعت جعفر بن أحمد بن فارس قال سمعت العباس بن يزيد لمحمد بن النعمان يقول أهل العلم عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة فأما مائتين وخمسين فلا يشكون فيه.
وكان من المعمرين قيل إنه أدرك وصي عيسى بن مريم عليه السلام وأعطي العم الأول والآخر وقرأ الكتابين كان أحد النجباء كان أمير المدائن ساكن إيوان كسرى ولاه عمر بن الخطاب المدائن وكان عطاؤه خمسة آلاف يتصدق بعطائه وياكل من كسب يده يسف الخوص توفي في خلافة عثمان بن عفان في آخرها وقبره بالمدائن سنة ثلاث وثلاثين شهد الخندق وما بعده من المشاهد.
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو حذيفة ثنا حذيفة عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «السباق أربعة أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبش».
ورواه محمد بن جحادة عن أنس حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عمر بن أيوب ثنا محمد بن بكار ثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنا سابق ولد آدم وسلمان سابق أهل فارس».
حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم ثنا أحمد بن سهل بن أيوب ثنا علي بن بحر ثنا سلمة الأبرش ثنا عمران الطائي قال سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «إن الجنة تشتاق إلى أربعة علي وسلمان وعمار والمقداد». عمران هو ابن وهب رواه عنه أيضاً إبراهيم بن المختار.
ورواه الحسن عن أنس حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا الحسن بن صالح عن أبي ربيعة عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة تشتاق إليهم الحور العين علي وسلمان وعمار».
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا مسروق بن المرزبان ثنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة ثنا محمد بن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن ابن عباس قال حدثني سلمان الفارسي حديثه من فيه قال كنت رجلاً فارسياً من أهل أصبهان من أهل قرية يقال لها جي وكان أبي دهقان قريته وكنت من أحب الخلق إليه فما زال حبه إياي حتى حبسني في بيت كما تحبس الجارية وكنت قد اجتهدت في المجوسية حتى كنت قاطن النار أوقدها لا أتركها تخبو ساعةً اجتهاداً في ديني فذكر إسلامه بطوله.
رواه زياد البكائي ويونس بن بكير وإبراهيم بن سعد وزفر بن قرة بن خالد عن محمد بن إسحاق حدثناه أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن معدان ثنا الحجاج بن قتيبة ثنا زفر بن قرة بن خالد حدثني محمد بن إسحاق مثله.
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان قال قرأت على محمد بن حميد الرازي ثنا عبد الله بن عبد القدوس ثنا عبيد المكتب عن أبي الطفيل قال حدثني سلمان الفارسي قال كنت رجلاً من أهل جي وكانوا يعبدون الخيل البلق وكنت أعرف أنهم ليسوا على شيء فقال لي بعض أهلها إن الذي تطلب في العرب فخرجت حتى أتيت الموصل فسألت عن أعلم رجل فيها فقيل فلان في صومعته فأتيته فقصصت عليه القصة فذكر الحديث بطوله.
ورواه الثوري عن عبيد المكتب مختصراً حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحضرمي ثنا عبد الله بن أبي زياد ثنا معوية بن هشام ثنا سفيان عن عبيد المكتب عن عامر بن واثلة عن سلمان قال أنا من جي.
ورواه سلم بن الصلت عن أبي الطفيل بطوله حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن نافع أبو حبيب المصري ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا ابن لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب حدثني سلم بن الصلت العبدي عن أبي الطفيل البكري أن سلمان الخير حدثه قال كنت رجلاً من أهل جي مدينة أصبهان فبينا أنا إذ ألقى الله في قلبي من خلق السوات والأرض فانطلقت إلى رجل لم يكن يكلم الناس يتحرج فسألته أي الدين أفضل فقال ما لك ولهذا الحديث أتريد ديناًغير دين أبيك قلت لا ولكن أحب أن أعلم من رب السموات والأرض وأي دين أفضل قال ما أعلم أحداً على هذا غير راهب بالموصل قال فذهبت إليه فكنت عنده فإذا هو قد أقتر عليه في الدنيا فكان يصوم النهار ويقوم الليل فكنت أعبد كعبادته فذكره بطوله.
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا القاسم بن فورك ح وحدثنا عبد الله بن يعقوب ثنا جدي إسحاق بن إبراهيم بن جميل قالا ثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني ثنا سيار بن حاتم العنزي ثنا موسى بن سعيد الراسي ثنا أبو معاذ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن سلمان الفارسي قال أني كنت فيمن ولد برامهرمز وبها نشأت وأما أبي فمن أهل أصبهان وكانت أمي لها غنىً وعيش فأسلمتني أمي إلى الكتاب وكنت أنطلق مع غلمان من قريتنا إلى أن دنا مني فراغ من كتاب الفارسية ولم يكن في الغلمان أكبر مني ولا أطول وكان ثم جبل فيه كهف في طريقنا فمررت ذات يوم وحدي فإذا أنا فيه برجل طويل عليه ثياب شعر ونعلان من شعر فأشار إلي فدنوت منه فقال يا غلام تعرف عيسى بن مريم فقلت لا ولا سمعت به قال أتدري من عيسى بن مريم هو رسول الله آمن بعيسى أنه رسول الله وبرسول يأتي من بعده اسمه أحمد أخرجه الله من غم الدنيا إلى روح الآخرة ونعيمها قلت ما نعيم الآخرة قال نعيمها لا يفنى فلما قال إنها لا تفنى فرأيت الحلاوة والنور تخرج من شفتيه فعلقه فؤادي وفارقت أصحابي وجعلت لا أذهب ولا أجيء وحدي وكانت امي ترسلني إلى الكتاب فأنقطع دونه وكان أول ما علمني شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن عيسى بن مريم رسول الله ومحمد رسول الله والإيمان بالبعث بعد الموت فأعطيته ذلك وعلمني القيام في الصلاة فكان يقول إذا قمت في الصلاة فاستقبلت القبلة فإن احتوشتك النارفلا تلتفت وغن دعتك أمك أو أبوك في صلاة الفريضة فلا تلتفت إلا أن يدعوك رسول من رسل الله وإن دعاك وأنت في فريضة فاقطعها فإنه لا يدعوك إلا بوحي من الله وأمرني بطول القنوت وزعم أن عيسى عليه السلام قال طول القنوت الأمان على الصراط وأمرني بطول السجود وزعم أن طول السجود الأمان من عذاب القبر وقال لا تكونن مازحاً لكن جاداً حتى تسلم عليك ملائكة الله أجمعين وقال لا تعصين في طمع ولا عبث حتى لا تحجب عن الجنة طرفة عين ثم قال إذا أدركت محمداً الذي يخرج من جبال تهامة فآمن به واقرأ عليه السلام مني وذكر إسلامه بطوله.

.ذكر عتق رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمان وكتاب عهده وولائه:

حدثنا أبو أحمد الغطريفي فيما قرأت عليه ثنا عبد الرحمن بن احمد بن عباد الهمذاني عبدوس ثنا قطن بن إبراهيم ح وحدثنا أبو محمد بن حيان والسياق له ثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج وأبو بكر محمد بن عبد الله المؤدب قالا ثنا عبد الرحمن بن أحمد عبدوس ثنا قطن بن إبراهيم ح وحدثنا أبو أحمد القاضي إملاءً قال حدثني عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن الحسن ثنا عبد الرحمن بن أحمد بن عباد الهمذاني يعرف بعبدوس ثنا قطن بن إبراهيم ثنا وهب بن كثير بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سلمان الفارسي حدثني أمي عن أبي كثير بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سلمان الفارسي عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم أملى هذا الكتاب على علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذا ما فادى محمد بن عبد الله رسول الله فدى سلمان الفارسي من عثمان بن الأشهل اليهودي ثم القرظي بغرس ثلاثمائة نخلة وأربعين أوقية ذهب فقد برئ محمد بن عبد الله رسول الله لثمن سلمان الفارسي وولاؤه لمحمد بن عبد الله رسول الله وأهل بيته فليس لأحد على سلمان سبيل شهد على ذلك أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وحذيفة بن اليمان وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وبلال مولى أبي بكر وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم وكتب علي بن أبي طالب يوم الاثنين في جمادى الأولى مهاجر محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال عبد الله بن محمد بن الحجاج ذكر هذا الحديث لأبي بكر بن أبي داود فقال لسلمان رضي الله عنه ثلاث بنات بأصبهان وزعم جماعة أنهم من ولدها وابنتان بمصر.
ذكر الحسن بن إبراهيم بن إسحاق البرجي المستملمي وأخبرنيه عنه محمد بن أحمد بن عبد الرحمن قال سمعته أبا علي الحسين بن محمد بن عمرو الوثابي يقول رأيت هذا السجل يعني عهد النبي صلى الله عليه وسلم لسلمان الفارسي بشيراز في يد سبط لغسان بن زاذان بن شاذويه بن ماه بنداذ فروخ أخي سلمان بخط علي بن أبي طالب مختوم بخاتم النبي صلى الله عليه وسلم فنسخت منه.
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله سأله سلمان وصية بأخيه مابنداذ فروخ وعقبه من بعده ما تناسلوا من أسلم منهم أو أقام على دينه سلام الله أحمد إليك الله الذي أمرني أن أقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له أقولها وآمر الناس بها وإن الخلق خلق الله والأمر كله لله خلقهم ولغاتهم وهو ينشئهم وإليه المصير وإن كل أمر يزول وكل شيء يبيد ويفنى وكل نفس ذائقة الموت من آمن بالله ورسوله كان له في الآخرة ترعة الفائزين ومن أقام على دينه تركناه فلا إكراه في الدين فهذا كتاب لأهل بيت سلمان إن لهم ذمة الله وذمتي على دمائهم وأموالهم في الأرض التي يقيمون فيها سهلها وجبلها ومراعيها وعيونها غير مظلومين ولا مضيق عليهم فمن قرئ عليه كتابي هذا من المؤمنين والمؤمنات فعليه أن يحفظهم ويبرهم ولا يتعرض لهم بالأذى والمكروه وقد رفعت عنهم جز الناصية والجزية والحشر والعشر وسائر المؤن والكلف ثم إن سألوكم فأعطوهم وإن استعانوا بكم فأعينوهم وإن استخاروا بكم فأخبروهم وإن أساءوا فاغفروا لهم وإن أسيء إليهم فامنعوا عنهم ولهم أن يعطوا من بيت مال المسلمين في كل سنة مائتي حلة في شهر رجب ومائة حلة في ذي الحجة فقد استحق سلمان ذلك منا لأن الله فضل سلمان على كثير من المؤمنين وأنزل علي في الوحي أن الجنة إلى سلمان أشوق من سلمان إلى الجنة وهو ثقة وأمين وتقي نقي ناصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين وسلمان منا أهل البيت فلا يخالفن أحد هذه الوصية فيما أمرت به من الحفظ والبر لأهل بيت سلمان وذراريهم من أسلم منهم أو أقام على دينه ومن خالف هذه الوصية فقد خالف الله ورسوله وعليه اللعنه إلى يوم الدين ومن أكرمهم فقد أكرمني وله عند الله الثواب ومن آذاهم فقد آذاني وأنا خصمه يوم القيامة جزاؤه نار جهنم وبرئت منه ذمتي والسلام عليكم.
وكنب علي بن أبي طالب بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب سنة تسع من الهجرة وحضرةه أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد وسعيد وسلمان وأبو ذر وعمار وعيينة وصهيب وبلال والمقداد وجماعة آخرون من المؤمنين.
وذكره أيضاً أبو محمد بن حيان عن بعض من عني بهذا الشأن ان رهطاً من ولد أخي سلمان بشيراز زعيمهم رجل يقال له غسان بن زاذان معهم هذا الكتاب بخط علي بن أبي طالب في يد غسان مكتوب في أديم أبيض مختوم بخاتم النبي صلى الله عليه وسلم وخاتم أبي بكر وعلي رضي الله عنهما على هذا العقد حرفاً بحرف إلا أنه قال وكتب علي بن أبي طالب ولم يذكر عيينة مع الجماعة.
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ح وحدثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار قالا ثنا مسعر ثنا عمرو بن مرة عن أبي البختري قال سئل علي بن أبي طالب عن سلمان فقال تابع العلم الأول والعلم الآخر ولا يدرك ما عنده. رواه الأعمش عن عمرو بن مرة نحوه.
حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن مالك القطان ثنا محمد بن حميد ثنا عبد الله بن عبد القدوس ثنا عبيد المكتب عن أبي الطفيل عن سلمان قال أعطاني النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذه يصغرها بيده ليؤدي مكاتبتي فصارت في يدي مثل هذه يعني فأضعفت فأديت مكاتبتي. رواه شريك عم عبيد المكتب حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين الواعدي محمد بن الحسين ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا شريك عن عبيد المكتب عن أبي الطفيل عن سلمان قال كاتبت فأعانني النبي صلى الله عليه وسلم بهنية من ذهب فلو وزنت بأحد كانت أثقل منه.
حدثنا أبو عمرو بن حمادن ثنا الحسن بن سفيان ثنا دحيم ثنا ابن أبي فديك عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم خط الخندق عام الأحزاب فاحتج المهاجرون والانصار في سلمان الفارسي وكان رجلاً قوياً فقال المهاجرون سلمان منا وقالت الأنصار منا فقال النبي صلى الله عليه وسلم منا أهل البيت.
رواه محمد بن خالد بن عثمة عن كثير نحوه.
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا حسين بن محمد المروذي ثنا شيبان عن قتادة في قوله {قل كفى بالله شهيداً بيتي وبينكم ومن عنده علم الكتاب} قال منهم سلمان وعبد الله بن سلام.
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن الفضل بن الخطاب ثنا محمد بن الوليد العنزي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا عباد بن العوام عن هارون الأعور عن قتادة {ومن عنده علم الكتاب} قال سلمان.
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا عبد السلام بن حرب عن عطاء ابن السائب عن أبي البختري قال أصاب سلمان جاريةً فقال لها بالفارسية صلي قالت لا فال اسجدي واحدةً قالت لا قيل يا أبا عبد الله وما تغني عنها سجدة فقال إنها لو صلت صلت وليس من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له.
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن العباس بن أيوب ثنا يعقوب الدورقي ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان عن سليمان قال كان لا يفقه كلامه من شدة عجمته وكان يسمى خشبان.
حدثنا أبو علي محمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا فطر بن خليفة عن أبي إسحاق قال سمعت أبا الحجاج الأزدي قال لقيت سلمان بأصبهان قال فقالت له يا أبا عبد الله ألا تخبرني عن الإيمان بالقدر كيف هو قال أن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ولا تقول لولا كذا لكان كذا.
رواه الفريابي عن الثوري عن أبي إسحاق وهذا الحديث يدل على أنه عاد إلى أصبهان وقدمها في أيام عمر بن الخطاب.
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد إبراهيم ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا أبو محمد عبد الله بن العباس بن البختري البهراني ثنا خالد بن الحباب ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال تداولني بضعة عشر من رب إلى رب.
حدثنا أبو عمر بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد وأبو كامل قالا ثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن أبي البختري أن جيشاً من جيوش المسلمين كان أميرهم سلمان الفارسي فحاصروا قصراً من قصور فارس فقيل يا أبا عبد الله ألا تنهد إليهم قال دعوني أدعوهم كما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم قال فأتاهم سلمان فقال لهم إنما أنا رجل منكم فارسي نرون العرب تطيعني فإن أسلمتم فلكم مثل الذي لنا وعليكم مثل الذي علينا وإن أبيتم إلا دينكم تركناكم عليه وأعطيتمونا الجزية عن يد وأنتم صاغرون قال فرطن لهم بالفارسية وأنتم غير محمودين وإن أبيتم نابذناكم على سواء.
رواه زائدة عن عطاء فيه فقالوا وما الجزية قال درم وخاكت يسير.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال لما غزا سلمان المشركين فذكر نحوه.
أسند عن سلمان عدة من الصحابة منهم عبد الله بن عباس وأبو سعيد الخدري وكعب بن عجرة وأنس بن مالك.
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن بكار العيشي ثنا الحجاج بن فروخ الواسطي ثنا ابن جريج عن عطاء عن أبي عباس قال قدم سلمان على عمر بن الخطاب من غيبة فتلقاه عمر فقال ما أرضاك لله عبداً فقال سلمان أمرني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إذا دخل أحدنا على أهله أن يقوم فيصلي ويأمرها فتصلي خلفه ويدعو ويأمرها فتؤمن. غريب تفرد به الحجاج عن ابن جريج.
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إدريس بن جعفر العطار البغدادي ثنا شجاع بن الوليد عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن سلمان قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سلمان لا تبغضني دينك قلت وكيف أبغضك وبك هدانا الله قال تبغض العرب فتبغضني.
تفرد به شجاع عن قابوس.
رواه شهاب بن عباد والمتقدمون عن شجاع مثله.
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين محمد بن الحسين القاضي ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا قيس بن الربيع عن محمد بن رستم عن زاذان عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن والحسين «من أحبهما أحببته ومن أحببته أحبه الله ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم ومن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم وله عذاب مقيم». غريب تفرد به قيس عن محمد بن رستم.
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن الفرج الأزرق ثنا يونس بن محمد ثنا حسين بن الرماس سمعت عبد الرحمن بن مسعود وسليمان بن رباح وزكرياء بن إسحاق يحدثون عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يتكلفن أحد لضيفه ما لا يقدر عليه.
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن أيوب العلاف ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا داود بن عبد الرحمن العطار حدثني أبو عبد الله البصري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «البركة في ثلاث في الجماعة والثريد والسحور».
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن نوح العسكري ثنا يحيى بن يزيد الأهوازي ثنا أبو همام بن الزبرقان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أكل الطين فكأنما أعان على نفسه».
حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ ثنا محمد بن أحمد بن راشد ثنا أبو عامر ثنا الوليد ثنا ثور بن يزيد عن علي بن أبي طلحة قال اشترى رجل علفاً لفرسه وقال لسلمان يا فارسي تعال فاحمل فحمل واتبعه فجعل الناس يسلمون على سلمان فقال من هذا قال سلمان الفارسي فقال والله ما عرفتك أعطني فقال سلمان لا إني أحتسب بما صنعت خصالاً ثلاثاً أما إحداهن فإني ألقيت عني الكبر وأما الثانية فإني أعين رجلاً من المسلمين على حاجته وأما الثالثة فلو لم تسخرني لسخرت من هو أضعف مني فوقيته بنفسي.